سياسة
العالم المستقبلي يتحول من الديمقراطية إلى الاستبداد

اتخذت الحكومة الفرنسية مؤخرًا إجراءات قانونية هامة ضد شخصيات سياسية يمينية، أبرزها الحكم على مارين لوبان بالسجن ومنعها من تولي أي منصب عام لمدة خمس سنوات. يعكس هذا القرار القانوني البيئة السياسية المستقطبة بشكل متزايد في أوروبا، حيث يبدو أن بعض الفصائل التقدمية تستخدم النظام القضائي كوسيلة لتقليص المعارضة. يكتب كونغ تشان، مؤسس ANBOUND.
تشير حالة لوبان إلى اتجاهات أوسع في السياسة الأوروبية، حيث يبدو أن الحركات الليبرالية والتقدمية تتبنى مواقف أكثر تطرفًا. يعكس هذا التحول في الديناميكيات السياسية الأوروبية بعض التطورات الملحوظة في الولايات المتحدة، وخاصة داخل الحزب الديمقراطي. في هذا السياق، انتقد البعض، مثل جيه دي فانس في مؤتمر ميونيخ للأمن، المسار السياسي لأوروبا، مقارنين إياه بالأنظمة الاستبدادية في الماضي. وبينما قوبلت تصريحاته بردود فعل عنيفة، تشير الأحداث المعاصرة إلى أن مخاوفه قد تكون لها بعض الصحة. ففي ألمانيا، على سبيل المثال، تثير معاملة حزب البديل من أجل ألمانيا (AfD) تساؤلات حول الممارسات الديمقراطية، مع اتهامات بالعزل السياسي من خلال تكتيكات الائتلاف التي تهمش الجماعات اليمينية على الرغم من دعمها الشعبي الكبير.
في ظل التحديات السياسية والاقتصادية الراهنة في أوروبا، بما في ذلك تراجع الدعم الشعبي للحكومات التقدمية، قد يؤدي احتمال إجراء انتخابات نزيهة وديمقراطية إلى فقدان هذه الحكومات للسلطة. ونتيجةً لهذه النتيجة المحتملة، يبدو أن هناك ميلًا متزايدًا للتلاعب بالأطر القانونية للحفاظ على السيطرة السياسية، مما قد يُقوّض موضوعية النظام القانوني ومصداقيته. وقد تُقوّض هذه الممارسات ثقة الجمهور بالقانون، الذي لطالما شكّل حجر الزاوية في المجتمعات الغربية.
وقد حدث موقف مماثل في الولايات المتحدة، حيث استخدم الحزب الديمقراطي المحاكم للطعن في نفوذ دونالد ترامب السياسي ومحاولاته عرقلة أعمال إدارته. وجادل البعض بأن القضاة، بتدخلهم في الشؤون التنفيذية، يُشوّهون مبدأ فصل السلطات ويُسيّسون النظام القضائي. وهذا يُثير مخاوف بشأن تزايد تورط القضاء في السياسات الحزبية، مما يُقوّض استقلالية المحاكم.
تشير هذه التطورات إلى اتجاه أوسع في السياسة الغربية، حيث يُنذر تفاقم الاستقطاب السياسي والاعتماد المتزايد على الأدوات القانونية والقضائية لفرض الأجندات السياسية بتراجع الحكم الديمقراطي. وقد يؤدي هذا التحول إلى ظهور أشكال مختلفة من الاستبداد: الخيري، والقمعي، والمحدود، والمنفلت من القانون. وهذا، للأسف، هو المسار الحتمي للعالم.
حصة هذه المادة:
ينشر موقع "مراسل الاتحاد الأوروبي" مقالات من مصادر خارجية متنوعة، تعبر عن وجهات نظر متنوعة. المواقف الواردة في هذه المقالات لا تعكس بالضرورة مواقف "مراسل الاتحاد الأوروبي". يُرجى الاطلاع على الملف الكامل لموقع "مراسل الاتحاد الأوروبي". شروط وأحكام النشر لمزيد من المعلومات، يعتمد EU Reporter على الذكاء الاصطناعي كأداة لتحسين جودة الصحافة وكفاءتها وإمكانية الوصول إليها، مع الحفاظ على رقابة تحريرية بشرية صارمة، ومعايير أخلاقية، وشفافية في جميع المحتويات المدعومة بالذكاء الاصطناعي. يُرجى الاطلاع على ملف EU Reporter الكامل. سياسة الذكاء الاصطناعي للمزيد من المعلومات.

-
سياسة اللجوءقبل أيام
تقترح المفوضية التركيز على عناصر ميثاق الهجرة واللجوء، بالإضافة إلى قائمة أولى للاتحاد الأوروبي بالدول الأصلية الآمنة.
-
كازاخستانقبل أيام
مقابلة مع رئيس مجلس إدارة كازايد
-
الشراكة الشرقيةقبل أيام
منتدى أعمال الشراكة الشرقية يؤكد التزام الاتحاد الأوروبي بالروابط الاقتصادية والتواصل في الأوقات غير المؤكدة
-
المعاشاتقبل أيام
EIOPA: السرية والتحليل المعيب والمعايير المزدوجة