اتصل بنا للحصول على مزيد من المعلومات

أرمينيا

أرمينيا تحرض على سباق التسلح في جنوب القوقاز

SHARE:

تم النشر

on

نستخدم اشتراكك لتقديم محتوى بالطرق التي وافقت عليها، ولتحسين فهمنا لك. يمكنك إلغاء الاشتراك في أي وقت.

شكّل صراع كاراباخ السابق، الذي طال أمده بين أرمينيا وأذربيجان، تحديًا كبيرًا للتكامل الإقليمي والتنمية الاقتصادية في جنوب القوقاز. وقد تسبب الصراع بين أرمينيا وأذربيجان في تكاليف مباشرة وغير مباشرة مرتبطة بالإنفاق العسكري وسباق التسلح - بقلم شاهمار حاجييف., مستشار أول، مركز تحليل العلاقات الدولية.

ومع ذلك، فإن نهاية الصراع في أعقاب حرب كاراباخ الثانية فتحت فصلاً جديدًا للمنطقة، حيث تمكنت الأطراف المتحاربة أخيرًا من التركيز على التكامل الاقتصادي الإقليمي من خلال دعم مشاريع الاتصال. ولتحقيق هذه الغاية، أوضح البيان الثلاثي الذي وقعه زعماء أرمينيا وأذربيجان وروسيا في العاشر من نوفمبر/تشرين الثاني تطور منطقة جنوب القوقاز بعد الحرب. منذ ذلك الوقت، انخرطت أرمينيا وأذربيجان في محادثات السلام، وخاصة فتح طرق النقل وترسيم الحدود وعملية ترسيم الحدود وفرص التجارة وما إلى ذلك، وكانت من بين الموضوعات الرئيسية للمفاوضات.

ولسوء الحظ، وبسبب موقف الحكومة الأرمينية، لم يتم التوقيع على اتفاق سلام نهائي بين أرمينيا وأذربيجان بعد، بل على العكس من ذلك، انخرطت يريفان في سباق التسلح بالتعاون مع فرنسا والهند واليونان. ومن الجدير بالذكر أنه قبل انتهاء الحرب بين دولتي جنوب القوقاز، أنفقت أرمينيا عدداً كبيراً من الموارد المالية لتلبية الاحتياجات العسكرية. على سبيل المثال، في عام 2021، خصصت يريفان حوالي 600 مليون دولار من ميزانية الدولة لـ أغراض عسكريةوفي عام 2022، زادت البلاد الإنفاق العسكري بأكثر من 10%، ليصل إلى 750 مليون دولار. دعت الميزانية الوطنية لأرمينيا لعام 2023 إلى رقم قياسي قدره 1.28 مليار دولار من النفقات العسكرية، وكان هذا الرقم يمثل زيادة بنسبة 46٪ في النفقات العسكرية مقارنة بالعام الماضي.

وفي عام 2024، قامت الحكومة الأرمينية بزيادة ميزانية الدفاع وخصصت 557 مليار درام (حوالي 1.37 مليار دولار). إذن الدفاع عن البلاد ميزانية ويقدر أنها تتوافق مع أكثر من 17% من إجمالي الإنفاق العام. ويوضح أن أرمينيا زادت ميزانيتها الدفاعية لعام 2024 بنسبة 6 في المائة مقارنة بنفقاتها لعام 2023 (527 مليار درام، أي حوالي 1.3 مليار دولار). وبالمقارنة بعام 2020، من المتوقع أن يرتفع الإنفاق الدفاعي الأرميني بنسبة 81% في عام 2024، وهو ما يمثل أكثر من 17% من إجمالي ميزانية الدولة. تظهر هذه الأرقام بوضوح أن الإنفاق العسكري من الميزانية الأرمينية مرتفع كنسبة من الناتج المحلي الإجمالي، وبعد حرب كاراباخ الثانية فقدت يريفان أو أتلفت معدات عسكرية بقيمة مليارات الدولارات، وبدون معاهدة سلام نهائية، سنوات ما بعد الحرب سيتم استخدامها لشراء أسلحة ومعدات جديدة.

ومع أخذ ذلك في الاعتبار، فإن السؤال الأول الذي يطرح نفسه هو لماذا تزيد يريفان بشكل حاد من إنفاقها العسكري وتنخرط في سباق التسلح في المنطقة؟ والسؤال الثاني هو لماذا تختار يريفان فرنسا والهند بدلا من حليفتها التقليدية موسكو لإمدادات الأسلحة؟ للإجابة على هذه الأسئلة، لا بد من التأكيد على أن حرب كاراباخ الثانية والحرب المستمرة بين روسيا وأوكرانيا غيرت المشهد الجيوسياسي في أوراسيا. وعلى الرغم من العلاقات الاقتصادية والأمنية الوثيقة مع موسكو، فإن روسيا غير قادرة على تزويد يريفان بالأسلحة الموعودة. في نفس الوقت، حجم التجارة بين أرمينيا وروسيا لمدة 9 أشهر من عام 2023 ارتفعت بنسبة 43.5٪ وبلغت 4.4 مليار دولار. كما بلغت حصة الروبل الروسي في التسويات بين شركات أرمينيا وروسيا في عام 2023 90.3%.

تشير الإحصائيات إلى أن أرمينيا سارعت إلى الاستفادة من الاجتياح عقوبات المفروضة في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا، وإعادة تصدير السيارات المستعملة والإلكترونيات الاستهلاكية وغيرها من السلع المصنعة في الدول الغربية وحلفائها إلى روسيا. وهذا ما يفسر ارتفاع صادراتها إلى روسيا ثلاث مرات في عام 2022 وتضاعفت في يناير وأغسطس 2023. جدير بالذكر أن روسيا هي الشريك التجاري الرئيسي لأرمينيا، وتساعد الشركات الأرمنية موسكو في التهرب من العقوبات الغربية.

ومع وصولها إلى حد سباق التسلح في المنطقة، أقامت الحكومة الأرمينية برئاسة رئيس الوزراء نيكول باشينيان، شراكة استراتيجية مع فرنسا والهند. وتقوم باريس ونيودلهي بتزويد يريفان بالأسلحة بشكل نشط، الأمر الذي يمكن أن يؤدي إلى تصعيد جديد في المنطقة. وعلى وجه الخصوص، دخلت العلاقات بين باريس ويريفان مرحلة جديدة حيث ألقى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اللوم علانية على أذربيجان، ووجه اتهامات لا أساس لها ضد باكو، مما أظهر دعمًا أحاديًا لأرمينيا. أيضا باريس يريفان دفاع ويشمل التعاون مجموعة متنوعة من صفقات المساعدة العسكرية مع أرمينيا، وخاصة توفير المركبات المدرعة والأسلحة والمعدات والذخائر، فضلاً عن تحسين قدرات الدفاع الجوي. بحسب ال سفير المفوض فوق العادة لفرنسا لدى أرمينيا، أوليفييه ديكوتيني، "التعاون طويل الأمد بين أرمينيا وفرنسا، بما في ذلك التعاون في مجال الدفاع، لا يتعلق فقط بالمشتريات العسكرية، وهو أمر مهم بالطبع، ولكن أيضًا بالتدريب، بما في ذلك تدريب القوات المسلحة". كبار الضباط الأرمن”. علاوة على ذلك، الحديث عن العلاقات الأرمينية الإيرانية الفرنسية سفير أكد ظريف أن "اختلافنا مع إيران في قضايا عديدة، لكننا متفقون بشأن قضية أرمينيا". يعكس هذا التصريح بوضوح الموقف المتحيز والانحيازي تجاه أذربيجان. تُعدّ إيران وأرمينيا شريكين استراتيجيين في المنطقة، وتدعم فرنسا، إحدى الدول الأعضاء المؤسسين لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، العلاقات الوثيقة بينهما.

الإعلانات

أسلحة رئيسية أخرى التسليم من الهند إلى أرمينيا، بما في ذلك النظام الهندي المضاد للطائرات بدون طيار، ونظام الدفاع الجوي عكاش، ونظام الصواريخ بيناكا، وأنظمة المدفعية المقطوعة المتقدمة في الهند (ATAGS)، تدفع المنطقة نحو سباق تسلح أكثر كثافة وتعقيدًا. وعلى وجه الخصوص، يعد نظام سلاح بيناكا الهندي الصنع عنصرًا مهمًا في العمليات الهجومية. علاوة على ذلك، تخلق الهند ممر الهواء إلى أرمينيا عبر إيران من أجل الصادرات ذات الأهمية الاستراتيجية. ومن شأن هذا الممر أن يزيد من صادرات الأسلحة الهندية إلى أرمينيا. مثل العديد من الأرمن خبرائنا يُجادل البعض بأن "الطريق الوحيد لتوصيل الأسلحة الهندية إلى أرمينيا هو عبر أراضي إيران ومجالها الجوي. ولا يُمكن توصيل الأسلحة بأي طريقة أخرى اليوم. لذلك، يبقى دور إيران بالغ الأهمية في سياق استعادة القدرات العسكرية لأرمينيا". وبالطبع، ستؤثر الشحنات العسكرية الهندية عبر إيران سلبًا على العلاقات الإيرانية الأذربيجانية. ولن تؤدي هذه التطورات إلا إلى زعزعة استقرار المنطقة ومنع محادثات السلام المستقبلية بين دولتي جنوب القوقاز. ويهدف مثلث باريس-نيودلهي-يريفان إلى تغيير الديناميكيات الأمنية في جنوب القوقاز، مما سيزيد من حالة عدم اليقين بشأن محادثات السلام المستقبلية بين أرمينيا وأذربيجان.

يمكن لأرمينيا وأذربيجان تحقيق سلام دائم في المنطقة إذا انخرطت باكو ويريفان في مفاوضات ثنائية لحل جميع النزاعات واتخاذ قرار مشترك بشأن مستقبل العلاقات الثنائية. أعطت مشاركة الجهات الفاعلة الخارجية في عملية التفاوض دفعة إيجابية لمحادثات السلام بين أرمينيا وأذربيجان، ومع ذلك، يمكن للمحادثات الثنائية أن تضيف قيمة أكبر لعملية السلام. وفي النهاية فإن السلام الدائم بين البلدين الواقعين في جنوب القوقاز يحمل فوائد اقتصادية كبيرة للمنطقة بأكملها. أولا، سيخلق فرصا جديدة للتنمية الاقتصادية، والتكامل الإقليمي، وزيادة الاتصال. ثانياً، ستخفض أرمينيا النفقات العسكرية، التي تمثل نسبة أكبر من ميزانيتها العامة. وأخيرا وليس آخرا، فإن السلام في المنطقة من شأنه أن يحول دون حدوث سباق تسلح خطير بين البلدين قد يؤدي إلى حرب جديدة. ولا ينبغي لأرمينيا وحلفائها أن يدعموا سباق التسلح بل سباق السلام لدفع عملية السلام وتحقيق السلام الدائم.

حصة هذه المادة:

ينشر موقع "مراسل الاتحاد الأوروبي" مقالات من مصادر خارجية متنوعة، تعبر عن وجهات نظر متنوعة. المواقف الواردة في هذه المقالات لا تعكس بالضرورة مواقف "مراسل الاتحاد الأوروبي". يُرجى الاطلاع على الملف الكامل لموقع "مراسل الاتحاد الأوروبي". شروط وأحكام النشر لمزيد من المعلومات، يعتمد EU Reporter على الذكاء الاصطناعي كأداة لتحسين جودة الصحافة وكفاءتها وإمكانية الوصول إليها، مع الحفاظ على رقابة تحريرية بشرية صارمة، ومعايير أخلاقية، وشفافية في جميع المحتويات المدعومة بالذكاء الاصطناعي. يُرجى الاطلاع على ملف EU Reporter الكامل. سياسة الذكاء الاصطناعي للمزيد من المعلومات.
مصايد الأسماكقبل 10 دقيقة

تعافي أعداد الأسماك في الاتحاد الأوروبي لكن الأنواع الرئيسية تعاني

الاتجار بالبشرقبل 40 دقيقة

دراسة لشبكة أوروبا الشرقية تسلط الضوء على الجهود المبذولة لمكافحة الاتجار بالبشر

إسبانيامنذ 1 ساعة

معالجة جرائم الكراهية، وإجراءات تسوية الأوضاع الجديدة، والتغييرات في قانون الهجرة في إسبانيا

البرتغالقبل ساعات

البرتغال: مراكز جديدة لدمج المهاجرين، وتمديد تصاريح الإقامة، وزيادة توظيف الوسطاء الثقافيين في المدارس

ميزانية الاتحاد الأوروبيقبل ساعات

ميزانية الاتحاد الأوروبي 2028-2034 من أجل أوروبا أقوى

إسرائيلقبل ساعات

العقوبات الأميركية ضد فرانشيسكا ألبانيز "يجب أن توضع في سياقها"

النمساقبل ساعات

قضية الأوكراني ميكولا لاجون يجب أن تجعل سياسة النمسا في "الانفتاح على الدجالين" تستيقظ من سباتها

بنغلادشقبل ساعات

صناعة النفاق: كيف تستخدم حكومة يونس المحسوبية، وليس الإصلاح، للسيطرة على اقتصاد بنغلاديش

الأحدث